Admin Admin
عدد الرسائل : 782 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 04/05/2007
| موضوع: رغم اشتداد العاصفة زهرة الأمل لن تموت 1/6/2008, 12:30 pm | |
| إن من يرى أو يسمع عن الهزائم المتتالية والمصائب المتتابعة التي تمر بها الأمة يعلم علما يقينيا أن هناك خللا وتقصيرا ، وثمة ثقب ينفذ منه الأعداء ، ويلج منه أهل الفساد ؛ ذلك أن المصائب والفتن المتتابعة تولد لدى بعض الناس خمولا وهزيمة نفسية ، كما أن تناقل مثل هذه الأخبار والحديث عنها يورث يأسا وقنوطا عند بعضهم ؛ وها هنا مكمن الخلل وعين التقصير والنقص ؛ ولست أدعو إلى التغافل عن هذه الفتن أو تركها ، بل الواجب معرفتها ومعرفة كيفية محاربتها وصدها ، ويجب مع كل هذا بث روح الأمل بنصرة الدين وإحياء هذا المفهوم وشحن النفس به ، خصوصا أنه قد سرى في بعض النفوس يأس قاتل من نصرة الإسلام ، فتقاعسوا عن العمل وأصابهم قنوط من هذا كله حتى أصبح بعضهم يعد الحديث عن نصرة الدين ضربا من المستحيل أو حديثا عن الخيال البعيد ، وربما علل ذلك وبرهن له بمنطق من غاب عن وعيهم روح الإيمان ، فصارو ا يحاكمون الأمور إلى الأصول المادية البحتة ( جزء من مقال يا دعاة الإسلام بشروا وأبشروا بمجلة البيان ) ما الذي أصاب الأمة من اليأس ومن الذي بث فيها روح الانهزامية والتخاذل ومن الذي جعل القلوب تفقد الأمل في نصر الله إن ما يشاهد اليوم من تسرب اليأس والقنوط بين الناس من سريان مرض الانهزامية والانكساريه لهو أدل دليل على ضعف إيمان الأمة بربها لهو دليل على أن الأمة فقدت أغلى ماتطيب به الحياة ألا وهو الثقة بالله والوثوق بوعده والتأكد من نصره لهذ الدين وهو دليل على أن أعداء الإسلام إن كانو يقتلون بالأسلحة ألوفا من المسلمين فهم يفعلون ماهو أشد من ذلك ألا وهو قتل الأمل في قلوب الملايين من أبناء هذه الأمة حتى يسلموا لهم العنان ولا ينهضوا لنصرة الدين فيكونا قد هزموا المسلمين بالقوة العسكرية والحرب الإعلامية عباد الله : إن الله عزوجل اختار هذه الأمة وفضلها وجعلها خير أمة وما يليق بحال أمة اختارها الله أن يتسرب إليها اليأس أو ينخر في جسدها الانكسار والانهزامية بل إن هذه الأمة يفترض فيها أن تستصحب دوما روح الأمل وروح الأمل إنما تحيا باتصال المسلم بربه وثقته بوعده وما دام العبد يؤمن إيمانا يقينينا بأن ملك الكون هو الله بأن القوي الجبار العزيز المدبر لكل ما في هذا الكون هو الله بأن وعد الله حق لا يتخلف متحقق لا ريب فيه فكيف يدخله اليأس طالما هو يحيا في رحاب الله ويؤمن به ويثق بوعده عباد الله : إن الأمة التي كان من خصائص قائدها محمد صلى الله عليه وسلم قوله "ونصرت بالرعب مسيرة شهر " يكون عارا عليها أن يتلاعب بمشاعرها وعقولهاومعتقداتها دعايات مضللة وأخبار زائفة وشعارات كاذبة عباد الله إن أمة ربها الله ونبيها محمد لا ينبغي لها أن تيأس إن أمة أخرجت من الرجال أمثال أبي بكر وعمر وعثمان وعلي والبراء والمقداد وابن مسعود والحسن البصري وسفيان الثوري وأبوحنيفة ومالك والشافعي وأحمد وصلاح الدين وغيرهم من الأبطال أقول : إنه من العار على أمة أخرجت كل هؤلاء الأبطال أن تفقد ثقتها بربها وأملها في نصره إن المصباح الذي أناره محمد صلى الله عليه وسلم تألب عليه مليون أبي لهب ومليون عبد الله بن سبأ ومليون أبي جهل ومليون طاغوت حتى يطفئوه ولكن أبى الله إلا أن يظل هذا المصباح منيرا ساطعا على مر الدهور والعصور إن الإسلام كالشمس لا تغرب مطلقا بل إذا غربت في جهة طلعت في جهة أخرى . وليحذر اليائسون فاليأس ليس أمرا سهلا كما يظنون بل هو أمر خطير جد خطير عباد الله أما علم الآيسون القانطون من رحمة الله أن هذا الخلق أعني خلق اليأس والقنوط إنما هو خلق لا يحبه الله أما علم الآيسون أن من تخلق به فهو متخلق بأخلاق الكافرين
قال تعالى " إنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون "
أما علم الآيسون أن هذا الخلق خلق الضالين " قال ومن يقنط من رحمة ربه إلا الضالون "
سيأتي الأمل من بين ثنايا الألم وستظهر المنح بين طيات المحن ومن رحم الكرب يولد الفرج والله لينصرن الله هذا الدين والله ليفتحن المسجد الأقصى والله ليأتين اليوم الذي ننتصر فيه على أعداء الله والله ليعلون صوت التكبير والله ليبدلن الله هذا الحزن بالسرور والله لتحلن العزو والرفعة والكرامة بدلا من هذا الخزي والذل والمهانة هذا وعد الله ووعد الله حق لا ريب فيه فقد قال تعالى " وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات " " إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا ..." ولقد كتبنا في الزبور من بعد..." ، " إن الأرض لله يورثها من يشاء من عباده " " يريدون ليطفئوا نور الله ...." ، " والله غالب على أمره ولكن .ز.." " إن الله يدافع عن الذين ءامنوا " إني لأسمع وقع الخيل في أذني وأبصر الزمن الموعود يقترب قال تعالى ( ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون ) | |
|