"داماك" تبني مدينة فخمة في كردستان بـ16 مليار

أخبار اقتصادية منوعة - الإمارات العربية
"داماك" تبني مدينة فخمة و"محمية" في كردستان بـ16 مليار دولار
نشرت في 2008-06-04




كشفت حكومة إقليم كردستان العراق وشركة "داماك" العقارية الإماراتية الثلاثاء عن مشروع جديد، ستبلغ قيمته النهائية 16 مليار دولار، وستبنيه الشركة في الإقليم الواقع شمالي العراق، بالقرب من مدينة أربيل، وسيضم مجمعات سكنية وفلل فاخرة.

وقال نيجيرفان برزاني، رئيس حكومة كردستان لموقع CNN بالعربية، إنه لا يرى وجود أسباب سياسية خلف تخلّف الشركات العربية المدعومة من الحكومات عن الاستثمار بالمناطق الكردية، مقارنة بشركات القطاع الخاص، في حين قال حسين سجواني، رئيس مجلس إدارة "داماك" لموقعنا إن المشروع هو مقدمة لخطوات أخرى ستنفذ في العراق.

وقلل سجواني من مخاطر الوضع الأمني في كردستان على الاستثمارات قائلاً: "كردستان جزء من العراق، وقد زرنا المنطقة عدة مرات، وذهبت إليها شخصيا، ووجدنا المكان آمناً ولا خطر أمني أو إرهابي فيه. هناك مخاطر في بغداد وجنوب البلاد، لكن كردستان آمنة."

واعتبر سجواني أن مشروع شركته الذي ستبلغ قيمته النهائية 16 مليار دولار، "حظي بالكثير من الدعم من حكومة كردستان."

وحول ما ورد في البيان الصحفي للمشروع عن إجراءات أمنية مشددة و"سور أمني" يمنع الدخول سوى من خلال بوابات محددة، ونقاط تخضع للتفتيش، وارتباط ذلك بالوضع الميداني في العراق، قال: "لا أعتقد أن هناك سياجا أمنيا وإجراءات مشددة، لقد زرت المكان عدة مرات، وهو آمن."

وأضاف: " إنه مشروع مزود ببوابات، وهناك مشاريع مماثلة في الولايات المتحدة وأوروبا، ويمكن للناس الدخول والخروج بعد عمليات تدقيق لمعرفة ما إذا كانوا من السكان أو أنهم دخلوا للتسوق."

وعن مستقبل مشاريع "داماك" في العراق والفرص الاستثمارية التي تراها فيه، قال: "نرى أن للعراق مستقبلاً زاهراً، والأوضاع الأمنية تحسنت بشكل مطرد خلال العامين الماضيين، ونحن ننظر إلى هذا المشروع على أنه مقدمة لمشاريع إضافية في العراق."

من جهته، نفى نيجيرفان بارزاني وجود خلفية سياسية وراء تخلّف الشركات العربية العاملة في القطاع العام أو المدعومة من الحكومات عن المشاركة في الاستثمارات التي قاربت 15 مليار دولار خلال الفترة الماضية بكردستان.

وقال بارزاني، وهو ابن شقيق رئيس إقليم كردستان، مسعود بارزاني: "نحن كحكومة كردستان العراق نشجع المستثمرين سواء من القطاع العام أو الخاص على الاستثمار في منطقتنا التي تعتبر مدخلاً للعراق في المستقبل ونشجع المستثمرين العراقيين الموجودين خارج البلاد على الاستثمار في منطقتنا أيضاً."

وعن الضمانات الأمنية والقانونية التي تقدمها الحكومة الكردية للمستثمرين قال: "الوضع جيد على المستوى الأمني، ليس هناك الكثير من المشاكل، وعلى المستوى القانوني، لدينا قانون استثماري نعتقد أنه الضمانة الأفضل لمن يرغب في الاستثمار في منطقتنا."

ولدى سؤاله عن القلق الذي قد ينتاب المستثمرين الأجانب حيال إمكانية نشوب خلاف قانوني بين حكومة كردستان والحكومة المركزية في بغداد حول بعض الاستثمارات، عل غرار ما حدث في القطاع النفطي، اعتبر بارزاني بداية أن ما قامت به حكومته في إطار النفط كان متوافقاً مع الدستور.

وتابع بالقول: "نحن على ثقة بأن كل العقود التي وقعناها كانت من حقنا الدستوري، لذلك لا أعتقد أن هناك مشكلة في هذا الإطار.

وأضاف:" هناك سوء تفاهم بيننا وبين الحكومة المركزية، وأتمنى أن نتمكن من حلها من خلال الحوار، ولا اعتقد أن هذا سيتكرر مع سائر القطاعات."

وحدد رئيس حكومة كردستان قطاعات النفط والغاز والعقارات والسياحة والزراعة والصناعة على أنها الأفضل من حيث الاستثمار في منطقة كردستان، مؤكداً دعم وتشجيع الاستثمارات التي قد تتوجه إليها.

وكان حفل الإعلان عن المشروع الذي تخلله توقيع الاتفاقية الخاصة به قد شهد إلقاء رئيس مجلس إدارة داماك كلمة وصف فيها مدينة أربيل بأنها "إحدى أقدم مدن العالم إن لم تكن أقدمها،" مشيراً إلى أنها شهدت "تأسيس الثقافة البشرية، وتوقع أن تتحول كردستان إلى موقع سياحي وتجاري دولي، وتوقع وضع حجر الأساس للمشروع نهاية العام الجاري.

وفي رد على أسئلة الصحفيين، قال سجواني إن المرحلة الأولى من المشروع، والتي ستبلغ قيمتها 4.5 مليارات دولار، ستموّل من قبل شركته بالكامل، على أن تموّل المراحل اللاحقة عبر قروض.

كما أشار إلى أن "داماك" تمتلك المشروع بنسبة 100 في المائة، معتبراً أن العراقيين الموجودين خارج العراق منذ "العهد البائد"، على حد تعبيره، هم الشريحة المستهدفة لتسويقه، وستعمل على ذلك مكاتب خاصة في أوروبا والمنطقة.

من جهته قال بارزاني في كلمته إن العراق "بلد غني بموارده البشرية والطبيعية،" محملاً مسؤولية الأوضاع الراهنة فيه لـ"ممارسات النظام السابق،" وأبدى تفاؤله بفرص تحسّن مستقبل العراق، الذي طالب باعتبار منطقة كردستان بمثابة مدخل له.

في حين رد وزير الاستثمار الكردستاني، محرم هيرش، على أحد الأسئلة بنفي وجود مستثمرين إسرائيليين في الإقليم.

وستطلق داماك على المشروع اسم "تارين هيلز" ويقع على مساحة ضخمة تبلغ 170 مليون قدم مربع.

وقال بيتر ريدوك، الرئيس التنفيذي لداماك العقارية: "ستتحول تارين هيلز إلى تجمّع سكني حول ملعب للغولف يحتوي 18 حفرة وتحيط به الفيلات الجميلة."

وأضاف أن المشروع سيضم أيضاً "مركزاً صحياً يشكل نقطة محورية للترفية والتسلية، إضافة إلى متنزه مائي ومتنزه عادي ومراكز للفنون والأشغال الحرفية ومجمّعات للبيع بالتجزئة وطبعاً المدارس والمكاتب التجارية."

ويضم المشروع أيضاً فيلات مصمّمة وفق طراز هندسة البحر المتوسط ومنازل ريفية ومجمعات للشقق ومختلف أنواع المتاجر ومركز تسوق تقليدي وآخر حديث ومجموعة من بنايات للمكاتب تشكل ما يشبه ببيزنس بارك، ومركزاً رياضياً وصحياً ومركزاً فنياً وحرفياً وفنادق لرجال الأعمال وفنادق ريفية ومتنزهات مائية وطبيعية ومدارس.

المصدر:

CNN